الأحد، 31 مارس 2013

ICDHRF : تقرير عن أوضاع اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان العراق


مع بداية أحداث الثورة السورية بدأت مجموعات النازحين الفاريين من بطش النظام السوري و عملياته العسكرية المصحوبة بالقصف الجوي والإعتقالات العشوائية  وحالة الدمار التي خلفها بالتوجه إلى مخيمات اللجوء الإنساني التي أقيمت في دول الجوار على المناطق الحدودية , تركيا , لبنان , الأردن والعراق ,
حيث وصل عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى ما يقارب المليون لاجئ ، الإمر الذي يزيد من أعباء المفوضية السامية للأمم المتَّحدة لشؤون اللاجئين وحكومات الدول التي تستقبل النازحين الذين يتوافدون بشكل يومي إلى تلك المخيمات.

ويقدر أعداد النازحين السوريين في إقليم كوردستان العراق 112000 لاجئ من مختلف أنحاء سورية

تعددت الراوايات عن أوضاع اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان العراق وعن أوضاع اللاجئين في مخيم دوميز على وجه التحديد. هناك من يدعي إن أوضاع اللاجئين في الإقليم مأساوية و إن مخيم دوميز هو مخيم الموت , وهناك تمييز بمعاملة اللاجئين حسب انتمائاتهم العرقية والدينية , والبقاء في منازلهم التي خرجوا منها و تعرضهم للإعتقال العشوائي والقصف الوحشي أرحم من الأوضاع التي يعيشونها. قد يكون النظام السوري هو من يروج لهذه الشائعات كما فعلها سابقاً حينما روج قصص عن الإغتصاب بالمخيمات التركية أو بعض ضعاف النفوس والمتاجرين بقضية اللاجئين والتبرعات والمساعدات الخيرية.

وللوقوف على حقيقة أوضاع اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان العراق و مخيم دوميز, قام المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة ICDHRF  بتاريخ   25/ 3 / 2013 بزيارة إلى هناك , و ألتقينا العديد من اللاجئين والأسر المهجرة وأعددنا التقرير التالي :
 
تقرير ICDHRF  عن أوضاع اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان العراق

(( تمنح سلطات إقليم كوردستان العراق إقامات لللاجئين السوريين إقامات مدتها ستة أشهر قابلة للتجديد مع حرية التنقل والعمل ومزاولة العمل السياسي والإغاثي داخل الإقليم. )) لللاجئين اللذين يقيمون خارج المخيم , أما بقية اللاجئين فقد أقامت حكومة الإقليم في بداية شهر نيسان عام 2012 ، وعلى مسافة 20 كيلومتر غرب مدينة دهوك , مخيم لإيواء اللاجئين السوريين  يسمى مخيم دوميز حيث خصصت 500 دونم لإقامة مخيم لاستيعاب اللاجئين .

الجدير بالذكر إن الحكومة المركزية في بغداد لم تساعد في إقامة المخيم ولم تدعمه بأي شيء ولم يزره أي مسؤولاً منها وقد أقيم المخيم بجهود حكومة أقليم كوردستان العراق و جمعيات الإقليم المدنية والخيرية.

 = مخيم دوميز :
 
-        الوضع المعيشي و الحياتي

-        الرعاية الصحية

-        التعليم والتدريس

-        احصائيات

= الوضع المعيشي و الحياتي :
 
إن عدد اللاجئين اللذين وصلوا الإقليم منذ اندلاع الثورة السورية تجاوز 112000 لاجئ من جميع أنحاء سوريا , وإن المخيم يستقبل يومياً بمعدل 900 لاجئ.

و تكمن المعاناة في تأمين السكن لللاجئين الجدد بسبب توافدهم بشكل يومي وبأعداد كبيرة

عند وصول اللاجئين الجدد إلى المخيم يتم تسجيلهم في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين , ثم يتم توزيعهم على أماكن السكن التي تتكون من غرفة أو غرفتين ( بناءاً على عدد أفراد الأسرة ) و مطبخ وحمام . و يتم منحهم مستلزمات المعيشة من وسائد ومفارش وبطانيات وأدوات مطبخ  ومواد غذذائية.

ويشرف على هذا العمل لجنة من اللاجئين من داخل المخيم وبإشراف مديرية الهجرة في الإقليم.

الغذاء : تقوم إدارة المخيم بتوزيع كافة المواد التموينية الناشفة و الطازجة على سكان المخيم ( رز , برغل , زيت , سمن , سكر , شاي , بالإضافة إلى توزيع مادة الخبز بشكل يومي. وتظهر مساهمة مواطني الإقليم والجمعيات الخيرية بشكل جلي حيث وزعت الأضاحي و الفواكه والعديد من المواد التموينية على سكان المخيم.

المياه: يعاني المخيم نوعاً ما نقص بالمياه بسبب الأرتفاع اليومي لأعداد اللاجئين الجدد  و قد قامت حكومة الإقليم بتخصيص صهاريج لنقل المياه الصالحة للشرب بشكل يومي .

اللباس:  تقوم الجمعيات الأهلية والمدنية وحكومة الإقليم بتوزيع الألبسة المجانية لللاجئين ويساهم مواطني الإقليم بالتبرعات لسكان المخيم اللذين فروا بلباسهم دون اصطحاب حقائبهم وملابسهم.

الكهرباء : قامت حكومة الإقليم بإيصال التيار الكهربائي لمنطقة المخيم ويلاحظ وجود العديد من المولدات الكهربائية المنتشرة بين الخيم وبجانب إدارة المخيم.

بعض اللاجئين استطاع أن يجد له مصدراً للرزق حيث تم إنشاء سوق فيه محال لبيع ملابس مستعملة وأخرى للمأكولات السورية الشعبية أو لبيع الخضراوات والاحتياجات اليومية للعائلة.
 
= الرعاية الصحية :
 
أصدرت حكومة الإقليم تعليمات تقتضي بتوفير الرعاية الصحية والعلاج المجاني لجميع اللاجئين السوريين في المشافي الحكومية , ولقد أقامت بمخيم دوميز عيادات بكافة الإختصاصات بالإضافة إلى مستوصف مناوب بشكل يومي بطاقمه الكامل مع وجود أطباء اختصاصيين , مع سيارات الإسعاف وطواقمها .

و أقامت منظمة أطباء بلا حدود عيادات شاملة داخل المخيم , وساهمت الجمعيات الأهلية بالإقليم بإرسال طواقم طبية بشكل دوري للعمل داخل المخيم.

وعن الرعاية الصحية و تأمين العلاج سألنا الدكتور فيصل خلف :

جميع أنواع الأدوية متوفرة لكن هناك بعض الأصناف غير كافية نتيجة الإستهلاك اليومي . أما الحالات الإسعافية فالمستوصف مناوب على مدار الساعة وفي حال وجود حالات مستعصية نقوم بإرسال المريض إلى إحدى مستشفيات دهوك لإجراء اللازم.
 
= التعليم و التدريس :
 
أقامة حكومة الإقليم و وبمساعدة المنظمات الدولية مدرسة لمرحلة التعليم الأساسي والثانوي حيث تدرس فيها المناهج المعتمدة بالإقليم باللغة العربية وقد بنيت لهم كرافانات خاصة مجهزة بالمقاعد ولوازم التدريس , أكثر من 75 مدرس سوري يعمل بعقود مع حكومة الإقليم ضمن هذه المدارس , أما الطلاب الجامعيين اللذين تركوا دراستهم في سوريا فهناك خطة لقبولهم ضمن جامعات دهوك الحكومية.
 
= من داخل المخيم ... ماهي حقيقة المعاناة التي سمعنا عنها داخل المخيم :
 
شيرزاد ( 31 عام ) : في بداية قدومنا إلى المخيم عانينا بعض الصعوبات حيث لم يكن هناك تصور لقدوم لاجئين إلى الإقليم , في الوقت الحاضر يتوفر لنا كافة مستلزمات الحياة , لكن يبقى همنا الوحيد هو العودة إلى بلادنا التي هجرنا منها.
 
روناي ( 24 عام ) : العدد الكبير الذي توافد إلى المخيم خلق الإزدحام والطوابير على المستوصف و المياه وتوزيع المعونات والطعام , نتمنى إيجاد لجنة من أهل المخيم لتنظيم سير العمل في مرافق المخيم.
 
حسن (40 عام ) : عندما تأتي الصحافة إلى المخيم يسارعون لإلتقاط الصور المسيئة عن المخيم , صورة طفل يبكي , صورة جريح على عكازين , مياه تجري بين الخيام أو المساكن ثم يلتقطون عدة صور لهم وهم يبتسمون بيننا ليرى الناس زيارتهم للمخيم , ثم يجولون البلاد وهم يشحذون الأموال والتبرعات على تلك الصور , جعلوها مهنة ومصدر رزق.

 محي الدين ( 37 عام ) : نازح من حمص - في المخيم أشعر بالإمان مع أطفالي الأربعة , لكني أتألم لعدم سماع أخبار عن أهلي في حمص القديمة.

سربست ( 26 عام ) : المخيم فيه نازحين من كل سوريا , وجميعنا نعامل بالتساوي ولا صحة لمقولة (مخيم الأكراد ) أو ( تمييز بين العرب والكورد )

عمار ( 33 عام ) : راجعت مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتقديم طلب لم شمل على أهلي المقيمين في النروج , أرجوا من المفوضية متابعة أوضاع طالبي لم الشمل لذويهم.

أبو محمود ( 35 عام ) : أنا متتبع لأخبار اللاجئين والمخيمات منذ نشوئها , الأخبار الواردة عن مخيم دوميز مبالغ فيها كثيراً , وبعض التقارير التي وردت عن المخيم ليس لها أساس من الصحة.

محمد علي ( 42 عام ) :من أهالي الرقة , الرجاء عدم تسييس مسئلة اللاجئين و إدخال النعرة الطائفيه و العنصريه فمسئلة اللاجئين مسئله إنسانية , وجميعاً نعامل بشكل متساوي ولا فرق بين عربي وكوردي ومسلم ومسيحي بيننا.

حكيمة ( 50 عام ) : من أهالي ديرالزور , حاولنا الدخول إلى العراق عبر مدينة القائم لكن تم طردنا من قبل حرس الحدود العراقي , أوصلوني أهل الخير إلى دوميز وأنا أعيش هنا بين أبناء بلدي بعد أن فقدت ولدين بنيران قوات الأسد.
 
= أرقام و إحصائيات تقريبية :
 
العدد الإجمالي لللاجئين في إقليم كوردستان العراق : 112000 لاجئ

عدد اللاجئين داخل المخيم : يفوق 85000 لاجئ

عدد العائلات في المخيم : 12735 عائلة

عدد اللاجئين العزاب ( غير متزوجين ) : 26500 لاجئ

عدد الأطفال الرضع : يقارب 8100 طفل

نسبة النساء : 33%

نسبة الأطفال دون 18 سنة : 50%

الرجال و الشيوخ  : 17%

متوسط عدد أفراد المسكن الواحد من 5 شخص

الجرحى و المصابين المقيمين بالمخيم : قرابة 342 شخص
 
= ختاماً :
 
مخيم دوميز وبعد أن كثر الحديث عنه وعن معاناة اللاجئين فيه ... لن نقول عنه أفضل مخيم أقيم للاجئين السورين , لكنه أفضل من العديد من المخيمات التي أقيمت لاستقبال اللاجئين الفارين من بطش النظام السوري. وهذا المخيم أقيم بمساعي حكومة أقليم كوردستان العراق ومنظماتها المدنية والخيرية ويلقى تجاهل واضح من الحكومة المركزية في العراق والمنظمات الدولية والإنسانية.

إن المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة يتوجه بالشكر والعرفان والتقدير للجهود التي بذلها إقليم كوردستان العراق حكومةً و شعباً لاستقبال اللاجئين في مدن الإقليم والمخيم , و لدعمهم للمناطق المنكوبة في سوريا بالمشتقات النفطية و الطحين والمواد التموينية واللباس وغيرها من مستلزمات الحياة الأساسية.
 
المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة

إعداد

المحامي ابراهيم الحاج علي

رئيس المركز  -  ICDHRF

icdhrf@gmail.com

السيد إسماعيل بوبي مسؤول العلاقات العامة في ICDHRF




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق