السبت، 29 ديسمبر 2012

استهداف المخابز و الأفران في سوريا خلاصة تجربة سوفيتية سابقة ...


لم يكن يتخيل السوريون ومعهم العالم أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من الوحشية ونهج التدمير الذي يقوده النظام ضد الشعب السوري، حيث تشكلت ظاهرة غدت فيما يبدو سياسة لدى القادة متوسطي وقليلي الرتبة والمحليين من أجهزة المخابرات والجيش النظامي، وهذه الظاهرة تتمثل باستهداف المخابز والأفران سواء العاملين فيها أو ملاكها، أو الأهالي القادمين لشراء الخبز، أو بقطع مواد الطحين والدقيق والوقود لتشغيلها.

بدأ الأمر في الشهور الماضية، بإغلاقها أو تهديد أصحابها، أو بقطع الدقيق عنها أو الوقود، فتم استهداف ذلك في مناطق من حمص وريف دمشق بهذه الطرق التي تهدف للضغط وعرقلة الحراك الشعبي، ليتطور الأمر إلى إطلاق النار عليها وجعل الناس يبتعدون عنها، وأيضاً يتخوفون في الوصول إليها ومن ثم إفهامهم بأن مطالبكم بالحرية والكرامة هذه نتيجتها والإجابة عنها بالمحاربة في لقمة عيشهم، وأن حياتكم ستصبح جحيماً لا يطاق بشتى السبل التي نستطيع القيام بها.


وفي 27/8 قامت عناصر الأمن بحي القابون بدمشق أثناء انتشالها لطائرة مروحية سقطت هناك، وبعد أن أعدمت ميدانياً عدداً من الأشخاص بقتل ثلاثة من العاملين في الفرن المحلي الواقع خلف الجامع الكبير، وكانت تلك أحد أبرز الأمور في تطور استهداف المخابز بدلاً من قتل من في خارج الفرن بقتل من بداخله، ويبقى معطلاً بعدها فترات طويلة.

وأثناء العمليات العسكرية بمحافظة حلب تم أكثر من 20 مرة استهداف المخابز، وفي إحدى المرات استهدف فرن قاضي عسكر بغارتين قتل على إثرها 41 شخصاً ثمانية منهم أطفال في مجزرة المخابز والأفران المتنقلة.

وإضافة لفرن قاضي عسكر تم شن غارات جوية على أكثر من عشر مخابز منتشرة في أحياء عدة.
ولا يمكن التنبؤ بالشعور الذي يعانيه من يقف في ذلك الطابور أو بجانب الفرن، حيث تختلط المشاعر وتقف عاجزة، لكن يبقى مكان الفرن مجسداً لمتنفس العيش.

المثير أن المنظمات والدول لم تتحرك كثيراً ولو كلامياً إزاء استهداف الأفران في سوريا طوال الفترة الماضية.

يذكر أن سياسة استهداف المخابز تدخل ضمن استراتيجية التجويع التي يضعها -المركب الأمني العسكري - في سلسلة استراتيجيات تنبع من تجارب سابقة سوفيتية وألمانية ورومانية، وهي دول تمتلك سابقاً نظاماً أمنياً يقوم على القمع، وهو ما تم تطبيقه في أحداث الثمانينات، وعليه فلا يمكن فهم ما يحاول النظام فعله ويقوم به دون الرجوع لهذه الخلفية التاريخية الهامة.
في حين وثق المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان و الحريات العامة (33) حادثة استهداف جوي للأفران و نقاط توزيع الخبز , اسفر عن سقوط أكثر من 340 شهيد .

المحامي ابراهيم الحاج علي
المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان و الحريات العامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق